أنقرة (زمان التركية) – ابتهج أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بعد انتعاش الليرة التركية خلال الأسبوع الماضي، فيما حافظت السلع والمنتجات على أسعارها المرتفعة.
البيانات الاقتصادية تؤكد أن الرئيس رجب طيب أردوغان لجأ لاستعادة شعبيته المفقودة من خلال إدارة الوعي العام، لكن لا توجد إدارة للوعي العام يمكنها أن تنافس الواقع، والواقع يخبرنا أن هذه الخطوة قصيرة الأجل، و قد نرى نتائجها العكسية غدا أو قبل ذلك غد.
ارتفعت قيمة الليرة التركية مؤخرا، وسجل الدولار 11 ليرة، بعد أن كان يقترب من 17 ليرة.
من الجدير بالذكر أن خطة أردوغان لمكافحة الدولرة تنطبق فقط على جزء صغير جدًا – 6.9٪ – من الودائع. بعبارة أخرى فإن 93.1٪ من الودائع في تركيا تقع خارج نطاقها.
أنعكس ارتفاع سعر الصرف الأجنبي على أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي والبنزين، وكذلك على تكاليف مدخلات الإنتاج وارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية، وهو ما أدى إلى تدهور الظروف المعيشية لملايين الأسر ذات الدخل المنخفض والثابت، فالقوة الشرائية لدخولهم والتي كانت غير كافية بالفعل قد تراجعت أكثر.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة بير جون التركية، فإنه اعتبارًا من شهر نوفمبر تجاوزت تكلفة المعيشة لشخص واحد الحد الأدنى الصافي الحالي للأجور (2825 ليرة) بمقدار 1.078 ليرة، كما ارتفع حد الجوع لأسرة مكونة من أربعة أفراد إلى 3191 ليرة ، وخط الفقر إلى 10395 ليرة، وإذا تمت مقارنة تلك الأرقام عنالعام الماضي يظهر لدينا أن الجوع والفقر قد زادا بنسبة 26.8 في المائة.
كما استمر سعر النفط في الارتفاع فقد ارتفعت أسعار البنزين بنسبة 49٪ والديزل بنسبة 58٪ وغاز البترول المسال بنسبة 80٪ في الأشهر الثلاثة الماضية، وجزء كبير من هذه الزيادة جرى خلال الشهر الماضي عندما انخفضت قيمة الليرة بسرعة مقابل الدولار، والبيانات تخبرنا أنه بين 16 تشرين الثاني (نوفمبر) و 18 كانون الأول (ديسمبر) 2021 ارتفع سعر البنزين بنسبة 43٪ والديزل بنسبة 40٪ وغاز البترول المسال بنسبة 32٪.
ووفقًا لبيانات معهد الإحصاء التركي فإن 32٪ من العاطلين عن العمل لم يتمكنوا من العثور على عمل لأكثر من عام أي أن أكثر من 1.2 مليون شخص عاطلون عن العمل لفترات طويلة.
علاوة على ذلك فإنه وفقًا لبيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لعام 2021 تحتل تركيا المرتبة الثامنة من بين 36 دولة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من حيث بطالة الشباب فـ 68.3٪ من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 سنة عاطلون عن العمل بينما 21.5٪ فقط من هذه المجموعة طلاب.
كل هذه البيانات تثبت وتؤكد أن الأزمة الاقتصادية تجعل المواطن التركي يئن خلال هذا الشتاء القارس من تأثيرها فرغم تراجع الدولار أمام الليرة فإن كل المواد الغذائية والتي زادت أسعارها بصورة جنونية لم تعد لمستواها قبل الشهر الماضي، إلا أن أردوغان وخلال اجتماع حزب العدالة والتنمية خرج ليعلن أن سياسته الاقتصادية حققت هدفها وأكد كما هي عادته على أنه يخوض حرب استقلال اقتصادية.
إلا أن الأرقام تثبت أن الرئيس رجب طيب وحزب العدالة الحاكم خلال فترة حكمهم جعلوا الأتراك أكثر فقرا، فازمة العملة التي عاشها الأتراك خلال هذا الشهر لم تكن سوى نتيجة ومحصلة لعقدين من حكم حزب العدالة والتنمة الحاكم، ومن جهة أخرى أن انتعاش الليرة وتحسنها مقابل الدولار لم ولن يساعد غالبية الأتراك في أي شيء فالأسعار التي ارتفعت بصورة جنونية خلال الشهر الماضي لم تنخفض بعد انتهاء الأزمة والتضخم لا يزال يرتفع، ومن المتوقع خلال بداية العام القادم ارتفاع اسعار النقل والمواصلات بالإضافة إلى قطاع المنسوجات، كما أن نسبة البطالة في تركيا وصلت إلى أرقام قياسية، وتعتمد ملايين الأسر على الرعاية الاجتماعية.