أنقرة (زمان التركية)ــ بعث المفكر الإسلامي التركي فتح الله كولن، برسالة تعزية في أحد رموز حركة الخدمة التركية، الذي توفى عن عمر 83 عامًا وهو قيد الاعتقال التعسفي.
فتح الله كولن ملهم حركة الخدمة، نعى في رسالة تعزية حزينة “وفاة الأخ والصديق يوسف بكمزجي” وقال إن الخبر “وقع على نفسي كالصاعقة”.
كولن وصف بكمزجي بأنه “أخٌ وصديقٌ ورفيقُ طريق منذ أكثر من 50 عاما. عرفته فيها مثالاً للصدق الحقيقي، والإخلاص، وعشق الخدمة والتضحية”.
وقال عنه “كان رحمه الله من القلائل الذين يقيمون الصلاة بحق، ويقدرونها حق قدرها، وستظل ذكراه ماثلة في مخيلتي بعشقه هذا للصلاة وبأنينه الذي كان يترامى إلى مسامعي وأنا فوق المنبر”.
وحول مسيرة بكمزجي، قال لهم حركة الخدمة “كان من أوائل المهاجرين إلى دول وسط آسيا من أجل الخدمة، معبِّدا الطريق لمن بعده في طريق الشوق والعشق لخدمة الإنسان. ورغم هذه الحياة الحافلة بالمكابدة والكفاح في سبيل الحق فقد نال نصيبه من هذا الظلم العفريتي، وتم احتجازه بالرغم من كبر سنه ومرضه، حتى فاضت روحه إلى بارئها وهو قيد الاحتجاز. إننا نحتسبه عند الله شهيدا، فقد قضى حياته في العبادة، والتقوى، ومحاسبة النفس، والخدمة”.
المفكر الإسلامي التركي أضاف ناعيا رفيق دربه “أخي الحبيب يوسف بكمزجي، لقد سرنا معًا في هذا الطريق قرابة الخمسين عاما، وها أنت قد بلغتَ نهاية هذه الرحلة، فلتعلمْ أنها نقطة الوصال مع الإخوة الحقيقيين، صحيح أنني أشعر بالأسى لأنني لم أكن بجوارك وأنت ترحل إلى الله، ولكن عزائي الوحيد هو تلك البشارة التي تؤكد أن: السائرين في نفس الدرب للغاية ذاتها هم -في الحقيقة- أخوة أُخْرَويون ولو اختلفت أماكنهم وتنوعت أزمانهم، فذلك لا يمثل مانعًا من صحبتهم والأنس بهم”.
ختم فتح الله كولن رسالته الحزينة، مخاطبا جميع من يعانون من الإجراءات التعسفية التي تشهدها تركيا، بالقول: إننا نضرع -جميعا- إلى الله بقلوب ملؤها الأسى والحزن أن ينتهي هذا الظلم إلى حد ما في أقرب زمان، وأن يمنَّ الله جل وعلا على المظلومين والمغدورين بعاجل الفرج وأن يجعل لهم مخرجًا حسنًا من هذا البلاء، وأن ينتهي الإمهال الممنوح للظالمين في أقرب وقت. كما أضرع إلى جناب أرحم الراحمين أن يرحم شهيدنا ويغفر له ويتغمده بواسع رحمته.
تجدر الإشارة إلى أن يوسف باكمزجي أوضح خلال إفادته الأولى أنه من محبي ملهم حركة الخدمة، فتح الله كولن، وأنه لا يمكنه وصفه بالإرهابي.
وأقدمت السلطات على اعتقال كل من صهره وابنته، كما صادرت أملاكه بشكل جائر، مثلما فعلت مع العشرات من المنتمين والمتعاطفين مع حركة الخدمة.
وعلى الرغم من قضائه نحو شهرين داخل العناية المركزة لتدهور حالته الصحية امتنعت السلطات عن إخلاء سبيله.