أنقرة (زمان التركية) سجل سعر صرف الدولار في تركيا يوم الإثنين الماضي أمام الليرة 5.4250 ليرة نتيجة لمخاوف من تأثيرات العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران على الاقتصاد التركي والسياسة المالية المتبعة خلال هذه المرحلة بجانب التوترات المتزايدة في العلاقات الأمريكية التركية.
وفي عام2010 كان سعر الدولار 1.50 ليرة تركية، أما اليوم فبات سعر الدولار أمام الليرة 5.22 ليرة بعدما بلغ مساء يوم الإثنين 5.42 ليرة ما يعني فقدان الليرة لنحو248 في المئة من قيمتها خلال السنوات الثمانية الأخيرة من حكم حزب العدالة والتنمية.
وأصبحت هذه الزيادة أحد أعنف الضربات التي تلقتها الليرة التي تتراجع قيمتها يوميًا أمام الدولار خلال الأعوام الأخيرة.
وفي الوقت الذي تفقد الليرة التركية قيمتها في السوق الدولي طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشعب التركي إخراج الدولارات والذهب من تحت الوسائد وذلك لتفكيك اللعبة الدولية لضرب اقتصاد تركيا على حد تعبيره.
من جانب آخر يحاول الإعلام التركي تجميل صورة الإقتصاد التركي الذي على وشك الانهيار من خلال الأخبار البعيدة عن الحقيقة تماماً.
وفي الوقت الذي تفقد الليرة التركية قيمتها يوميًا نشرت قناة “a haber” الإخبارية التي تملكها أسرة الرئيس أردوغان خبرًا أكد خلاله أن الليرة التركية تواصل ارتفاعها بشكل مذهل لدرجة أن أمريكا باتت تقشعر من هذا الارتفاع.
وقالت القناة التليفزيونية إن العالم يتحدث عن تمسك الأتراك بعملتهم المحلية وجدالهم من أجل ارتفاع قيمة الليرة.
وقالت القناة إن الأتراك يتوجهون بكثافة إلى مكاتب الصرافة لتغيير العملات الأجنبية وذلك لدعم الإقتصاد.
وادعت القناة أيضًا أن الليرة التركية قد تكون بديلاً عن الدولار في المستقبل القريب اذا استمر ارتفاعها بهذا الشكل.
كما تجاهلت أغلب وسائل الإعلام المقربة من السلطة، الرقم القياسي الذي سجله الدولار الأمريكي أمام الليرة التركية منذ ليلة أمس في ظل العلاقات المتوترة بين أنقرة وواشنطن.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على وزيرين تركيين اعتراضًا على عدم إخلاء سبيل القس الأمريكي أندرو برونسون المعتقل بمدينة إزمير والذي وضعته السلطات التركية مؤخرًا قيد الإقامة الجبرية بمنزله.
وتجاهلت أغلبية الصحف التي من بينها “حريت” التي اشترتها مجموعة دمير أورين قبل مدة قصيرة الارتفاع الجنوني للدولار ولم تخصص له مساحة على صفحاتها الأولى.
وتنشغل معظم الصحف التركية بمهاجمة المعارضة التركية وجماعة الخدمة وتظهر المشاريع العملاقة مثل المطار التركي الجديد الذي بدأت تنهار بعض أرضياته.