أنقرة (الزمان التركية ): يعمل خضر أحمد رؤوف والي الذي شغل منصب جنرال في عهد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين مترجمًا في مدينة سيواس في وسط تركيا.
فبعد احتلال أمريكا وبريطانيا للعراق قام والي، الذي كان يعمل حينها جنرالا في القوات الجوية العراقية، بالتخفّي من جنود الاحتلال على مدار عام. وبعد القبض عليه من قبل الجنود الأمريكيين أبرم والي اتفاقًا وعاد لمهنة الطيران مجددًا مقابل عدم دخول السجن، بحسب ما نقلته عنه وكالة “دوغان” التركية الخاصة.
وبعدما قويت شوكة تنظيم داعش الإرهابي داخل العراق تلقّى والي تهديدات وفقد زوجته أثناء الهجمات ليتوجه في عام 2013 إلى مدينة إسطنبول حيث عمل على مدار عامين مترجمًا برفقة المحامين وفي مراكز الشرطة والمحاكم. ثم عمل لفترة في وكالات اكتشاف المواهب حيث مارس التمثيل.
وفي شهر مارس/ آذار الماضي توجه والي (51 عاما) إلى مدينة سيواس حيث بدأ العمل مترجمًا لصالح مصنع تصدير ستائر إلى الدول العربية.
عملت مع الأمريكان خوفا من السجن
يوضح والي أنه كان الذراع الأيمن لصدام حسين وأنه شارك مع صدام في الحرب العراقية الإيرانية والكثير من الحروب الأخرى وفي عام 2003 وعقب سقوط حكم صدام حسين خشي هو وأصدقاؤه الطيارون من القتل على يد الجنود الأمريكيين، فقام بالاختباء، غير أن الجنود الأمريكيين تمكنوا من العثور عليهم فيما بعد، وأبلغوه وزملاءه أنه سيتم الزج بهم في السجن إن لم يتعاونوا معهم، مؤكدًا أنه اضطر للعمل معهم خوفًا من السجن، وأنه عمل طيارًا مع الأمريكيين في كركوك.
وذكر والي أن الشعب العراقي لم يكن يحب صدام منذ البداية، غير أن العراق كانت تحظى بحكم أفضل في ظل إدارة صدام، مضيفًا أنه تلقى تهديدات من تنظيم داعش الإرهابي لعمله مع الأمريكيين، وأنه فقد زوجته أثناء الهجمات ليقرر بعدها القدوم إلى تركيا.
بكيت عندما قدمت إلى سيواس للمرة الأولى
وأفاد والي بأنه توجه أولا إلى إسطنبول حيث عمل مترجمًا في محكمة إسطنبول، كما عمل ممثلا في بعض المسلسلات، وفي ختام السنتين تم إبلاغه بأنه مكث في إسطنبول لمدة سنتين رغم أن فترة بقاء اللاجئين في إسطنبول تبلغ 6 أشهر، وأنه يتوجب عليه الذهاب إلى سيواس.
وأكد والي أنه لم يكن يرغب في الذهاب إلى سيواس في بادئ الأمر، غير أنه فيما بعد استقل الحافلة وتوجه إلى سيواس حيث بكى عندما ذهب إليها للمرة الأولى وكانت بالنسبة له صغيرة جدًا مقارنة بإسطنبول.
وأضاف والي أن الناس في سيواس قدموا له يد العون وأنه عندما يسأل شخص في المدينة عن أي شئ يترك ما في يده ويقوم بشرح الطريق له، بينما يضيفه البعض كأسًا من الشاي والبعض الآخر طعامًا مما جعله يدرك فيما بعد أن سيواس أفضل مدينة في تركيا، وبات يمتلك إخوة فيها لم يحصل عليهم في إسطنبول، وأنه لم يرَ في إسطنبول ما رآه في سيواس، ناصحًا الجميع في تركيا بالعيش في مدينة سيواس.ويعمل والي حاليًّا مترجمًا لدى مصنع لتوريد الستائر إلى الدول العربية.