بغداد (الزمان التركية) – واصلت قوات الأمن العراقية المدعومة من الولايات المتحدة التوغل في الشطر الغربي من مدينة الموصل أمس الجمعة بعد استعادة مطار المدينة من يد تنظيم داعش الإرهابي في حين حذرت وكالات إغاثة من أن المرحلة الأخطر في الهجوم على وشك أن تبدأ بالنسبة لمئات الآلاف من المدنيين.
وقامت الشرطة الاتحادية ووحدة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية بتطهير المطار من القنابل والشراك الخداعية التي خلفها التنظيم الذي انسحب من مواقعه هناك يوم الخميس. وتخطط القوات الحكومية لإصلاح المطار واستخدامه قاعدة لطرد داعش من أحياء غرب الموصل وتوجيه ضربة قاصمة له.
في الوقت نفسه قصفت مقاتلات عراقية مواقع لداعش داخل سوريا يوم الجمعة وهي المرة الأولى التي تعلن فيها الحكومة العراقية ضرب أهداف لداعش داخل سوريا.
وطردت القوات الحكومية داعش من شرق الموصل الشهر الماضي لكن الدولة الإسلامية لا تزال تسيطر على القطاع الغربي من المدينة التي يقسمها نهر دجلة.
ويتوقع قادة عسكريون عراقيون أن تكون معركة غرب الموصل أصعب من شرقها فيما يرجع لصعوبة حركة الدبابات والعربات المدرعة عبر الأزقة الضيقة التي تنتشر بالأحياء القديمة الغربية.
وقالت لجنة الإنقاذ الدولية إن المرحلة الأكثر خطورة في المعركة على وشك أن تبدأ حيث يُعتقد أن نحو 750 ألف شخص لا يزالون محاصرين هناك.
وقال جيسون كاجر القائم بأعمال مدير اللجنة في البلاد “هذا خطر حقيقي لأن المعركة سوف تستعر حولهم لأسابيع وربما لأشهر قادمة.”
وحذرت الأمم المتحدة من أن ما يصل إلى 400 ألف مدني قد ينزحون بسبب الهجوم الجديد وسط نقص في الغذاء والوقود.
وشنت القوات العراقية هجمات على عدة جبهات. وقال اللواء سامي العارضي وهو قيادي كبير لرويترز إن قوات مكافحة الإرهاب اشتبكت يوم الجمعة مع مسلحي داعش في حي المأمون في جنوب غرب المدينة وتمكنت من السيطرة على قاعدة الغزلاني العسكرية بالكامل.
وبصورة منفصلة قال متحدث عراقي إن قوات الشرطة الاتحادية ووحدة خاصة تابعة لوزارة الداخلية تعرف باسم وحدة الرد السريع تقدمت إلى داخل حي هاوي الجوسق وحي الدندان بعد اختراق حاجز ترابي وخندق شمالي المطار.
اقتصرت الغارات حتى الآن في غرب المدينة على مناطق يسكنها القليل من الناس. وتحث الحكومة المدنيين على البقاء في منازلهم لكن البعض طالتهم نيران المعركة.
وقال عقيد في المخابرات العسكرية العراقية إن ضربات جوية عراقية استهدفت يوم الجمعة مواقع لداعش في سوريا بما شمل مقرا لصنع السيارات الملغومة.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان “لقد عقدنا العزم على ملاحقة الإرهاب الذي يحاول قتل أبنائنا ومواطنينا في أي مكان يتواجد فيه حيث وجهنا أوامرنا لقيادة القوة الجوية بضرب مواقع الإرهاب الداعشي في حصيبة وكذلك في البوكمال داخل الأراضي السورية والتي كانت مسؤولة عن التفجيرات الإرهابية الأخيرة في بغداد.”
وقال مصدر مقرب من وزارة الخارجية السورية إن الغارة العراقية تمت “بالتنسيق الكامل” مع الحكومة السورية.
وعلى الأرض في الموصل يتزايد وجود المستشارين الغربيين قرب الخطوط الأمامية للقتال للمساعدة في تنسيق الضربات الجوية وتقديم المشورة للقوات العراقية مع تقدم المعركة.
وتشارك في الحملة قوات قوامها نحو 100 ألف جندي من القوات العراقية والحشد الشعبي ومقاتلين من عشائر سنية. ويدعم تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة العملية ويقدم دعما جويا حيويا إضافة إلى إرشاد وتدريب على الأرض.