(زمان التركية)ــ الشجار بين الآباء له تأثير بالغ على نفسية الأطفال، بل وحتى الرضع، وركز تقرير لموقع (BBC) على خطورة الأمر على صحة الأبناء الجسدية وليست النفسية فقط، مستعرضًا تقارير وأبحاث علمية في هذا الشأن.
وبحسب تقرير “بي بي سي” خلصت أبحاث دولية أجريت على مدى عقود من خلال مراقبة بعض الأسر في منازلهم، ومتابعتهم لفترات طويلة، إلى أن “الأطفال الذين كانوا عرضة لمشاهدة الخلافات بين أهلهم، قد تكون لديهم زيادة في معدلات ضربات القلب وإفراز لهرمون التوتر”.
كما أظهرت خلاصات تلك الأبحاث أنه “قد تظهر على الرضع والأطفال والمراهقين علامات تعطل تطور الدماغ، واضطرابات النوم، والقلق، والاكتئاب، واضطراب السلوك وغيرها من المشاكل الخطيرة نتيجة للعيش في أسرة تشوبها خلافات حادة ومزمنة بين الوالدين”.
وقد تطرا هذه الآثار أيضا لدى الأطفال في الأسر التي يختلف فيها الوالدان بشكل مستمر ولكن بصورة أقل حدة، مقارنة بالأطفال الذين يلجأ أهلهم للنقاش البناء في حل مشاكلهم ونزاعاتهم.
وترى دراسة أنه ليس الطلاق هو ما يؤثر في حد ذاته بشكل سلبي على الأطفال. فقد تكون “الجدالات التي تحدث بين الوالدين قبل وأثناء وبعد الانفصال هي المسؤولة عن ترك هذا الأثر السلبي لدى الأطفال”، وليس الانفصال بحد ذاته.
الطبيعة أم التنشئة؟
و بحسب التقرير “يتنامى حاليًا، الاعتقاد بأن المخاطر الجينية الكامنة وراء الصحة العقلية السيئة يمكن أن تصبح أسوأ أو أفضل، اعتمادا على الحياة الأسرية”.
لذلك فإن طبيعة “العلاقة بين الوالدين أمر شديد الأهمية”، سواء كانا يعيشان معا أم لا.
و تكشف الأبحاث أن “الضرر لا يقتصر على الأطفال الذين يعيشون في أسرة تسودها الخلافات بين الأهل، فالعلاقات السيئة يمكن أن تنتقل –وراثيا- من جيل إلى جيل”.
ولذلك فإنها بمثابة حلقة مفرغة يجب كسرها إذا أردنا ضمان حياة إيجابية وسعيدة لجيل اليوم من الأطفال، والجيل القادم من الآباء والعائلات.
ويؤكد التقرير أنه حين يتمكن الآباء من حل خلافاتهما بنجاح، يمكن للأطفال تعلم دروس إيجابية مهمة من شأنها أن تساعدهم في التعامل مع عواطفهم وإنجاح علاقاتهم خارج دائرة الأسرة.