أنقرة (زمان التركية) – كشفت تقارير رسمية أن تركيا أصبحت أغلى دول العالم من حيث أسعار اللحوم مقارنة بالقدرة الشرائية، فضلًا عن أنها أصبحت مرتبطة باستيراد اللحوم من الخارج في ضوء التزايد المستمر للتعداد السكاني مع تراجع الإنتاج الحيواني.
وبحسب تقارير الاتحاد الأوروبي فقد احتلت تركيا المركز الأول كأكثر الدول المستوردة للحوم من الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من العام الجاري.
وتشير التقارير الرسمية التركية أن السوق التركي يستهلك 13 كيلو غرامًا من اللحوم لكل شخص، وتكشف أيضًا تراجع الإنتاج الحيواني وإنتاج اللحوم في تركيا في السنوات الأخيرة بشكل خطير، بالرغم من تضاعف التعداد السكاني لتركيا عما كان عليه في عام 1980 حيث كان يبلغ 43 مليون نسمة فقط. ومع الزيادة السكانية الكبيرة وتراجع الإنتاج الحيواني لجأت تركيا إلى الاستيراد لتصبح أعلى دول العالم من حيث أسعار اللحوم مقارنة بالقدرة الشرائية.
وبحسب التقارير الرسمية التركية فقد تم إنتاج مليون و89 ألفا و747 طنًا من اللحوم في عام 2017 بتركيا، من بينها 950 ألف طن من لحوم الضأن، و140 ألفا من لحوم الضأن؛ حيث تراجع هذا الإنتاج 85 ألف طن مقارنة مع عام 2016.
وتشير التقارير إلى أن تركيا كانت تضم 51 مليونًا و200 ألفاً من رؤوس الماشية الصغيرة خلال عام 1991، وفي عام 2017 تراجع هذا العدد بنحو 7 مليون رأس ماشية، ليصل العدد إلى 44 مليوناً و300 ألف رأس ماشية صغيرة. وبالرغم من زيادة أعداد رؤوس الماشية الكبيرة أجنبية المنشأ بواقع 500 في المئة، إلا أنه تم تسجيل تراجع رؤوس الماشية كبيرة الرأس المحلية في تركيا من 6 ملايين و600 ألف إلى مليون و600 ألف فقط.
وبحسب إحصائيات تعداد السكان في عام 2017، بلغ تعداد سكان تركيا في عام 2017، نحو 80 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يصل التعداد السكاني إلى 86 مليون و907 ألف نسمة بحلول عام 2023، وأكثر من 100 مليون نسمة بحلول عام 2040.
وكشف مكتب الإحصائيات الأوروبية أن تركيا أصبحت أكبر مستورد للحوم من دول الاتحاد الأوروبي، بعدها هونج كونج، والجزائر، وإسرائيل، مشيرًا إلى أن تركيا استوردت من الاتحاد الأوروبي 27 ألف طن من اللحوم في النصف الأول من عام 2017، بينما وصلت هذه الكمية إلى 59 ألف طن خلال النصف الأول من عام 2018.
وأوضحت التقارير الرسمية التركية تراجع الأراضي المخصصة لزراعة المراعي والأعلاف بنحو 14-15%، قائلة: “بسبب ارتفاع أسعار المازوت والأسمدة المستخدمة في إنتاج الأعلاف، تراجع الإنتاج بشكل كبير. وكلما ارتفعت أسعار الأعلاف ارتفعت أسعار اللحوم”.
وبحسب تقارير الأمم المتحدة فإن استهلاك الشخص الواحد من اللحوم في أستراليا خلال عام 2013 بلغ 116 كيلو غراما، بينما تصل النسبة في أوروبا إلى 80 كيلو غرامًا من اللحوم سنويًا، و110 كيلو غرامًا من اللحوم في أمريكا الشمالية، بينما يصل استهلاك الفرد سنويًا من اللحوم في أفريقيا إلى 10 كيلو غرامًا، أما تركيا فقد وصل استهلاك الشخص الواحد من اللحوم في عام 2017 إلى 13 كيلو غرامًا، وفقًا لتقارير هيئة الإحصاء التركية.
وكان وزير الزراعة والثروة الحيوانية أحمد أشرف فقيه بابا، قال في يوليو/ تموز الماضي إن هناك تراجعًا في أعداد المواشي رغم الزيادة السكانية، ومن جهة أخرى زادت الحكومة من استيراد المواشي من الخارج.
وسجلت تركيا زيادة كبيرة في معدلات استيراد المواشي الصغيرة بلغت 4581 في المئة، و72 في المئة للمواشي الكبيرة. وذلك بحسب تقرير هيئة اللحوم والألبان في تركيا لعام 2017، الذي كشف أيضًا عن امتناع تركيا عن تصدير الحيوانات الحية الصغيرة والكبيرة.
وتحدث وزير الزراعة التركي وقتها عن تنفيذ سلسلة من المشاريع من أجل القضاء على المعوقات التي تقف أمام زيادة الثروة الحيوانية.
وقال “بابا” أنجزنا مشروعين مهمين في هذا المجال؛ الأهم فيهما هو مشروع لزيادة اعداد الغنم أطلقته المديرية العامة للزراعة، والثاني مشروع تسمين 250 ألف بقرة ولود”.
جدير بالذكر أن وزارة الصحة قد صرحت قبيل عيد الأضحى عن إثباتها إصابة حيوانات استوردتها هيئة اللحوم والألبان بمرض الجمرة الخبيثة وأن 50 حيوانا من الحيوانات المستوردة ماتت داخل المزارع في مدينة إسطنبول.