نيويورك (زمان التركية)ــ رأى مركز بحثي أمريكي أن مناورات البحرية التركية مؤخرًا، والتي تعتبر أكبر تدريبات بحرية في تاريخ البلاد، بمثابة رسالة موجهة لتحالف من أربع دول هي قبرص ومصر وإسرائيل واليونان، وذلك بعد اكتشافات الغاز الطبيعي التي تحققت بمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأصدر معهد سياسات الشرق الأوسط، يوم الاثنين، تقريرًا جاء فيه إن ”ضخامة المناورات التي تشمل 3 بحار وأكثر من 100 سفينة حربية، تمثل استعراضًا للعضلات من أجل تحقيق هدفين رئيسين، الأول هو أن تركيا تريد أن تظهر بأن قوتها البحرية لا تزال قوية رغم حملات التطهير في أوساط الجيش التي قام بها الرئيس رجب طيب أردوغان في العقد الماضي، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضده عام 2016“. بحسب موقع (eremnews).
ورأى المعهد أن ”الهدف الثاني هو أن المناورات أطلق عليها اسم مافي فاتان بالتركية، أي الوطن الأزرق، ما يعني أن تركيا تريد إظهار عزمها على حماية مصالحها في المناطق البحرية التي أعلنت أنها تتبع لها“.
وأشار إلى أنه ”من الواضح أن تركيا بإجرائها هذه المناورات الضخمة في 3 بحار محيطة بها، وهي بحر إيجة والبحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط، تريد أن تبعث برسالة إلى اليونان وقبرص ومصر وإسرائيل، وهي جميعها تشارك في عمليات استكشاف للغاز في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط“.
ولفت إلى أن ”التدريبات تأتي بعد إعلان شركة اكسون موبيل الأمريكية تحقيق ثالث أكبر اكتشاف غاز طبيعي بالعالم في المياه القبرصية خلال العامين الماضيين“.
وأنهى المعهد الأمريكي تقريره بالقول: ”أكدت تركيا مرارًا وبوضوح أن لها الحق بالمشاركة في هذه الموارد، وأنها سترفض أي خطة لتطويرها ما لم تشارك بها، ومن خلال القيام بتلك التدريبات فإن تركيا تسعى لإثبات أنها تملك القوة اللازمة لدعم كلماتها بأفعال وحماية مصالحها“.
أردوغان: لن نوقف التنقيب عن النفظ بالمتوسط
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال الشهر الماضي إن بلاده ستواصل أنشطة التنقيب عن النفظ في شرق المتوسط رغم رفض “الروم ونواب من حزب الشعب الجمهوري في تركيا” في إشارة إلى أكبر الأحزاب المعارضة في بلاده واليونان.
وترفض أنقرة تنقيب اليونان عن الغاز الطبيعي في البحر المتوسط، وتعتبر أنها على حساب القبارصة الأتراك.
كما تعترض تركيا على اتفاقية وقعت عام 2013 بين مصر وقبرص، بدعم اليونان، لإعادة ترسيم الحدود البحرية واستغلال الموارد النفطية.
ومؤخرًا صرح الرئيس التركي ب أن بلاده تسلمت سفينة التنقيب الجديدة، مفيدا أن السفينة التي اطلق عليها اسم “يافوز”، ستبدأ أعمال التنقيب عن النفط في البحر المتوسط بعد الانتهاء من أعمال الصيانة والفحص، بجانب السفينة المحلية الصنع “فاتح” التي بدات العمل في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال أردوغان في تجمع انتخابي بمدينة ريزا “نحن عازمون على استغلال حقوق الغاز الطبيعي والنفط الخاصة بنا في شرق البحر المتوسط والبحر الأسود على أكمل وجه”.
ويأتي ذلك بعدما أعلنت قبرص الخميس الماضي عن اكتشاف شركة الطاقة الأميركية العملاقة “أكسون موبيل” احتياطيا ضخما للغاز الطبيعي يعد الأكبر في المنطقة الاقتصادية الخالصة للجزيرة حتى الآن، وفق وزير الطاقة القبرصي جورج لاكوتريبيس.