تقريى: محمد عبيد الله
برلين – (زمان التركية) – قال الكاتب الصحفي التركي المعروف أرجون باباهان بخصوص التطورات الاقتصادية في تركيا “إنها أصعب الأزمات الاقتصادية في تاريخ تركيا الحديث، لكن رئيسها رجب طيب أردوغان لا يكف عن نفي هذه الحقيقة ويرفض اتخاذ ما يلزم من إجراءات”.
في مقاله الذي نشره موقع “أحوال تركية” وحمل عنوان “الخلل ليس في تركيا بل في أيديولوجيا أردوغان” قال الكاتب الصحفي المخضرم باباهان “يسعى وزير الخزانة والمالية بيرات ألبايراق جاهدا لإقناع المستثمرين بأن إدارة أردوغان تسيطر تمامًا على المشكلة الاقتصادية، لكن سعيه بلا جدوى. ويحاول الرجل كذلك إقناع خبراء الاقتصاد بالثقة في رؤيته”.
ثم استدرك قائلاً: “لا يشعر المستثمرون بالارتياح؛ لأن تركيا في ظل النظام الرئاسي الجديد لا توجد بها مؤسسات، كالبرلمان أو جهاز المحاسبة على سبيل المثال، من أجل الإشراف على الميزانية التي تضعها الحكومة.. فالدستور الجديد أنشأ نظامًا رئاسيًا تنفيذيًا لا حسيب فيه ولا رقيب”.
وأكد باباهان أن أول ضحايا هذا التحول في تركيا من الديمقراطية النيابية إلى نظام الرجل الواحد كانت حقوق الإنسان ومن ثم لحق به الاقتصاد سريعًا.
وأفاد أن الخبراء يُجمعون على أن تركيا ستضطر في النهاية لطرق أبواب صندوق النقد الدولي، ومن شأن التأخر في سلك هذا الطريق زيادة التكلفة التي ستضطر تركيا لدفعها لإعادة التوازن إلى اقتصادها، لكنه توقع “أن صندوق النقد الدولي لن يقدم لتركيا قرشا واحدا ما لم تتوفر ضمانات باستقلال مؤسسات الاقتصاد التركي، وأهمها على الإطلاق هو البنك المركزي”.
كما لفت باباهان إلى أن الاقتصاد الأوروبي أيضا لن يكون مستعدا لتقديم مساعدة مالية إلى تركيا تحت هذه الظروف، ونقل عن يورجن هاردت عضو الحزب الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قوله: “على أردوغان تلبية مطالب ألمانيا لكي يتسنى له الحصول على مساعدة مالية”.
وشدد باباهان أيضا على أن هاردت قال في مقابلة مع صحيفة (راينشه بوست) “إن الأسباب الأساسية للأزمة الاقتصادية والمالية التي تمر بها تركيا هي البيانات العبثية التي يصدرها أردوغان بلا طائل بخصوص استقلال البنك المركزي وسيادة القانون”، وأضاف “أي أموال ستنفقها ألمانيا على الاقتصاد التركي ستكون بلا طائل ما لم يتم حل المشاكل الكامنة التي يعاني منها اقتصاد هذا البلد. سندرس تقديم مساعدة إذا قامت الحكومة التركية بتغيير طريقة تعاملها”.
واختتم الكاتب الصحفي باباهان مقاله بالقول: “لا أردوغان ولا حزبه الحاكم على استعداد للتخلي عن النظام الاستبدادي الفاشي الذي عكفا على صنعه بعناية، لكن النتيجة المحتومة لمثل هذا النظام هو انهيار هائل، وهو واقع لا محالة”، على حد قوله.