أنقرة (زمان التركية) – كشفت نتائج الانتخابات المحلية في تركيا والتي اعتبرها المراقبون بمثابة استفتاء حول شعبية حزب العدالة والتنمية الذي يمسك بزمام البلاد منذ سنوات طويلة، عن انتكاسة وتراجع كبير في شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه.
فعلى الرغم من حلول “العدالة والتنمية” في المرتبة الأولى، فقد خسر عددًا من المعاقل المهمة مثل العاصمة أنقرة، والمدينة العريقة إسطنبول، وإزمير وأنطاليا .
ورغم الطابع المحلي للانتخابات البلدية في تركيا، إذ يختار المواطنون الأتراك، من حيث المبدأ، من يدير الخدمات في المدن التي يسكنونها، فإن لهذه المحطة الانتخابية أهمية كبرى؛إذ تكتسب هذه الانتخابات أهميتها من كونها أول اقتراع في ضوء الدستور الجديد الذي جرى عرضه لاستفتاء شعبي في أبريل 2017 وأيده الأتراك حينها، بنسبة ضئيلة لم تتجاوز 51.41 بالمئة.
وجرت الانتخابات البلدية الأخيرة، وسط أزمة اقتصادية كبيرة في تركيا، جراء زيادة معدلي البطالة والتضخم واستمرار تداعيات هبوط الليرة إلى مستوى غير مسبوق أمام الدولار.
كما أدت سياسات أردوغان المتقلبة إلى توتر العلاقة مع عدد من البلاد أبرزهم الولايات المتحدة، التي فرضت عقوبات على الاقتصاد التركي، مما كلف الليرة التركية خسائر فادحة.
واستغل أردوغان حادث الهجوم الإرهابي على مسجدين في نيوزيلندا حتى يعزف على أوتار قاعدته المحافظة من الناخبين، وركب موجة الدماء البريئة التي سالت في نيوزيلندا، وتعهد بأن يتحول متحف آيا صوفيا الديني إلى مسجد.
لكن خطاب اللعب على الوتر العاطفي لم يجد نفعًا على الأرجح، فالمدينة الأكبر في تركيا اختارت أن تخرج من عباءة “السلطان” أملاً في إيجاد حلول واقعية لكثير من المشكلات التي تحيط بها.