إسطنبول (زمان التركية) – نشرت جريدة “جازيتا دوفار” التركية رسمًا كاريكاتيريا تعليقًا على انتخابات المحليات التي أجريت في 31 مارس/ آذار الماضي، وأعيدت في 23 يونيو/ حزيران الماضي.
يظهر في الرسم مرشح تحالف الأمة من حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو، وكأنه شخصية أسطورية ضخمة البنيان مفتولة العضلات يحطم الموانع أمامه.
أكرم إمام أوغلو حقق فوزًا غاليًا في انتخابات بلدية إسطنبول، على مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم، بفارق أصوات تجاوز 800 ألف صوت، ليكون أول رئيس بلدية إسطنبول بعد أن سيطر عليها أردوغان وحزبه طيلة 25 عامًا.
ويشير مراقبون إلى أن حزب الشعب الجمهوري المعروف بعلمانيته الصارمة حصل لأول مرة على دعم كبير من الفئة المحافظة في تركيا، بفضل إمام أوغلو الذي ينحدر من أصول محافظة، واعتبروا هذا التطور إيجابيًّا إذا ما واصل الحزب على هذا النهج، وقد يسهم في إزالة الجليد الثلجي بين التيارين العلماني والإسلامي وتأسيس التوافق الاجتماعي.
وكان نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري خلوق كوتش كشف أن الفترة التالية للانتخابات البرلمانية التي عقدت في يونيو/ حزيران 2015 شهدت لقاءات سرية بين رئيس حزب العدالة والتنمية السابق أحمد داود أوغلو ورئيس الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو لتشكيل حكومة ائتلافية عقب فقدان الحزب الحاكم الأغلبية الضرورية لتشكيل حكومة منفردة بعد انتخابات 7 يونيو/ حزيران 2015.
وأكد كوتش أن داود أوغلو كان يرى أن تكوين حكومة تحالف مع الشعب الجمهوري سيقدم خدمات كبيرة جدًا للدولة التركية، مستشهدًا بالدول الأوروبية، وأنها ستحقق رفاهية كبيرة لتركيا على مستوى السياسة الخارجية وعلى مستوى الاقتصاد.
وأكد كوتش أن داود أوغلو وكليجدار أوغلو كانا متحمسين جدًا للتحالف، ومؤمنين بأنه سيحل مشكلات تركيا، مشيرًا إلى من مجلس اتخاذ قرار حزب العدالة والتنمية كان يؤيد تحرك داود أوغلو.
وكان كليجدار أوغلو يرى، بحسب كوتش، أن التحالف سيحقق مصالحة مجتمعية، ويقضي على اختلافات الرأي ووجهات النظر بين القاعدتين الشعبيتين للحزبين المنحدر أحدهما من التيار الإسلامي والآخر من التيار العلماني، مشيرًا إلى أنه سيزيد مستوى الرفاهية المجتمعية، على حد قوله.
لكن شدّد كوتش على أن مفاوضات التحالف بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري منعها رئيس الجمهورية آنذاك رجب طيب أردوغان، لافتًا إلى أن داود أوغلو كان مصرًا على تشكيل الحكومة بالتعاون مع الحزب المعارض بالرغم من اعتراض أردوغان.
بعد أن أردوغان منع تحالفًا محتملاً بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري، خوفًا من فقدان سيطرته على حزبه وتركيا، قرر إجراء انتخابات مبكرة في الأول نوفمبر 2015، وفاز العدالة والتنمية بقيادة داود أوغلو هذه المرة بدعم أكثر من نصف الشعب، وتمكن من تشكيل حكومة منفردة بعدما عجز عن ذلك في انتخابات 7 حزيران 2015 السابقة.
غير أن هذا الفوز الساحق لم يضمن لدواد أوغلو البقاء على رأس الحكومة وحزب العدالة والتنمية، حيث مارس أردوغان ضغوطًا بشكل مباشر وغير مباشر اضطر في نهاية المطاف إعلان استقالته من رئاسة الحكومة والحزب معًا.
وفي إطار تعليقه على خلفيات هذه الأحداث مؤخرًا، قال داود أوغلو: “كان يجب إبعادي من رئاسة الوزراء من أجل تنفيذ سيناريوهات من قبيل انقلاب 15 تموز 2016، والدفع بالبلاد إلى انتخابات متتالية، وتحقيق نقل تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي المغلوط.. والدفع بالبلاد في نهاية المطاف إلى أحضان تحالفات علنية وسرية..”.