أنقرة (زمان التركية) – استنكر رئيس حزب الديمقراطية والتقدم في تركيا، علي باباجان، تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التي ذكر خلالها أن تركيا تشهد “نهضة اقتصادية”.
وفي تعليق منه على هذه التصريحات أفاد باباجان أن المريض ينكر مرضه، وأنه ليس بالإمكان بدء العلاج بدون تشخيص.
وخلال تعليقه على الأحداث الجارية أثناء مشاركته في لقاء على قناة فوكس تي في قال باباجان: “لا ينبغي علينا البحث عن المذنب في مكان آخر. تركيا تُدار حاليا بشكل سيء وليس بالإمكان حل مشكلات تركيا بدون تغيير الحكومة” في إشارة إلى إرجاع حكومة حزب العدالة والتنمية الأداء الاقتصادي السئ إلى”مؤامرات خارجية”.
وذكر زعيم حزب الديمقراطية والتقدم المنشق عن حزب العدالة والتنمية، أنه خلال استطلاعات الرأي أشار المواطنون إلى كون الاقتصاد المشكلة الرئيسة في تركيا غير أن جميع تصريحات المسئولين تتحدث عن تسجيل الاقتصاد أداءًا جيدًا، مؤكدا أن الحكومة ترفض الاعتراف بالمشكلة غير أنه يتوجب وضع تشخيص واقعي للمشكلة أولا.
وأضاف باباجان أن معدلات التوظيف تشهد تراجعا حادا، قائلا: “معدلات البطالة في صفوف الشباب تسجل نحو 25 في المئة. وهناك شباب توقفوا عن البحث عن فرصة عمل. تركيا بحاجة إلى الاستثمار. الاستثمار والإنتاج والتصدير هو السبيل الوحيد لنهضة تركيا. لماذا يزداد المواطنون فقرا؟ ولماذا يعجز الشباب عن إيجاد فرص عمل؟ لماذا توقفت النساء عن البحث عن فرص عمل؟ نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة تتراجع بشكل سريع. المشاكل تتفاقم لكن الحلول أيضا سهلة ويسيرة. المواطنون يرون أن الاقتصاد يشكل المشكلة الكبرى في حين تتحدث الحكومة عن نمو اقتصادي. هذا أمر غير ممكن. هذه التصريحات لن تسفر إلا عن تفاقم فقدان الثقة”.
60 مليار دولار إرث من الديون
وأكد باباجان أن صندوق الثروة السيادي -أسسه أردوغان بعد انقلاب 2016- ترك للأجيال القادمة إرثا من الديون بقيمة 60 مليار دولار، مشيرا إلى معارضته الشديدة لتدشين الصندوق.
هذا وانتقد باباجان إجبار البنوك على منح القروض بفوائد ضعيفة، قائلا: “يجب التوقف فورا عن إجبار جميع البنوك وعلى رأسها البنوك الحكومية على منح قروض بمعايير بعيدة عن وقائع السوق وبدون الاستناد على تحليلات الفوائد والمخاطر”.
الرئيس أردوغان كان قد هون من الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعصف باقتصاد البلاد، وتنعكس على سعر صرف الليرة التركية التي وصلت إلى مستويات قياسية، حيث سجل الدولار الأمريكي 7.43 ليرة تركية للمرة الأولى.
زعم أردوغان يوم الجمعة بعد ادائه الصلاة في آيا صوفيا أن الاقتصاد التركي يحلق في السماء عاليًا، ولكن هناك من لا يرون ذلك، على حد تعبيره.
وطالب أردوغان من ينتقدون الأداء الاقتصادي للحكومة في الفترة الأخيرة، بالنظر إلى المستوى الذي وصلت له تركيا، مما كانت عليه سابقًا قبل حزب العدالة والتنمية. وفق تصريحه
وقال أردوغان عقب صلاة الجمعة: “يكفي أننا ليس لدينا ديون لصندوق النقد الدولي. واحتياطي النقد للبنك المركزي كان 23 مليار دولار أمريكي، وأصبح الآن 105 مليار دولارات أمريكية. نحن اليوم أكثر قوة من أمس، وسنكون غدًا أكثر قوة”.
وقلل أردوغان من حجم الأزمة وقال إن سعر الصرف سيعود مرة أخرى إلى مستواه الطبيعي، زاعمًا أن أزمة كورونا السبب وراء الانهيار الاقتصادي؛ وعقب هذه التصريحات بدأت الليرة التركية تشهد عواصف شديدة وموجات متسلسلة من الانهيارات أمام العملات الأجنبية.
وعلى خلفية تراجع قيمة الليرة بشكل حاد الأسبوع الماضي، وبلوغ سعر صرف الدولار حاليا أمام الليرة 7.30، تعرض بيرات ألبيراق وزير الخزانة والمالية وصهر الرئيس أردوغان لهجوم كبير. من جهة أخرى تم إطلاق حملة للدفاع عن وزير المالية شارك فيه عدد من الوزراء على الرغم من اتهامه شعبيا بالفشل في الملف الاقتصادي.
–