أنقرة (زمان التركية) – تسببت الاستقالة المفاجئة لوزير التعليم التركي، ضياء سلجوق، وقبولها من الرئيس أردوغان، في إحداث ارتباك بالمشهد السياسي في تركيا.
مؤخرًا انعكست الخلافات بين ضياء سلجوق وبعض أعضاء مجلس سياسات التعليم والتدريب على وسائل التواصل الاجتماعي. اتهم عضو المجلس عمر أوزيلماز سلجوق بـ “عدم الكفاءة” على حسابه على تويتر، لكنه حذف ما كتبه بعد أن ظهر في الصحافة. أوزيلماز شارك بعد ذلك بعض التغريدات التي تنتقد سلجوق.
وفقًا للمعلومات التي تم الحصول عليها، وجد بعض أعضاء جلس سياسات التعليم والتدريب أن ضياء سلجوق لم ينجح ونصحوا أردوغان بإقالة سلجوق.
وتدور حاليا أحاديث حول استعداد أردوغان للإطاحة بثلاثة وزراء آخرين، هم كل من وزير الزراعة والغابات، بكر بكدميرلي، ووزير الصحة، فخر الدين كوجا، ووزير السياحة والثقافة، محمد نوري أرسوي، من مناصبهم.
ويعد العامل المشترك بين الوزراء الثلاثة المشار إليهم هو إثارتهم للجدل بالرأي العام التركي خلال الآونة الأخيرة.
وذكرت صحيفة جمهوريت التركية أن الرأي العام التركي منزعج من ببكدميرلي حتي من قبيل حرائق الغابات التي يشهدها الساحل الجنوبي للبلاد مؤكدة أن هذا أثار انزعاج أردوغان.
وذكرت الصحيفة أن المزارعين منزعجين من تراجع المبيعات بسبب تراجع الطلب على السلع الزراعية كالبطاطس والبصل بالتزامن مع جائحة كورونا والمشكلات التي تواجه مزارعي التفاح مفيدة أن حرائق الغابات الأخيرة بدأت في تدمير الثقة بالحكومة.
وبخصوص وزير الصحة أوضحت الصحيفة أن إقالة أردوغان لنائبة كوجا، أمينة ألب ماشا، كانت بمثابة إشارة لاستعداده لإقالة كوجا من وزارة الصحة.
ويواجه الرئيس التركي رجب أردوغان، غضبا شعبيا بسبب التعامل الحكومي مع أزمة حرائق الغابات.
مجلة “الإيكونوميست” البريطانية، قالت إن سمعة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تضررت بشكل بالغ بمقدار الضرر الذي لحق بالغابات في بلاده.
وفي تقريرها تحت عنوان “حرائق تركيا المميتة تزيد الضغط على أردوغان”، ذكرت المجلية أن الضغط على أردوغان يزداد بسبب الأزمات التي هزت بلاده، مشيرة إلى أن أردوغان، المعروف بـ”الإداري الموهوب”، فقد سمعته بسبب الحرائق الأخيرة التي شهدتها تركيا.
قالت المجلة “تسلقت الحرائق التلال وانتشرت وازدادت ونزلت بسرعة إلى الشاطئ بفعل الرياح. في بعض الأماكن، هرع اليائسون إلى البحر لملء الدلاء البلاستيكية بالمياه لدرء ألسنة اللهب التي تقترب من منازلهم. آخرون إما هربوا أو ابتعدوا لإنقاذ حياتهم. تحولت السماء إلى اللون الرمادي ثم البرتقالي”.
وأكدت المجلة على عدم استعداد الحكومة للكارثة، مما تسبب في غضب السكان المحليين، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي طلب فيه رؤساء البلديات المساعدة، اعترف الوزراء بعدم وجود طائرات إطفاء عملياتية، ولجأوا في وقت متأخر إلى طائرات الهليكوبتر.
وشددت “الإيكونوميست” على أن الزعيم الاستبدادي أردوغان، الذي أعجب به أنصاره كحاكم مقتدر، لم يتألق. يبدو أن أردوغان يتعرض للسحق بشكل متزايد بسبب الأزمات التي تعاني منها بلاده.
وتنتقد المعارضة في تركيا تأخر الاستجابة الحكومية، في السيطرة على الحرائق الأمر الذي تسبب في تزايد الخسائر. وتسببت الحرائق في وقوع خسائر مادية هائلة وفي الأرواح خاصة مع عدم توافر طائرات إطفاء حريق.
هذا وتلقت تركيا مساعدة دولية لإخماد الحرائق من أذربيجان وإيران وروسيا وكرواتيا وإسبانيا وأوكرانيا بواقع 18 طائرة.